Tahrir Lounge Calender جدول اعمال ملتقى ثوار التحرير

Thursday, December 29, 2011

النساء الإيرانيات وديكتاتورية الحكم الديني



واجهت المرأة الإيرانية العديد من التحديات فى ظل الحكم الدينى، حيث فقدت بعض حقوقها المشروعة التى تمكنت من الحصول عليها سلفاً، ولكنها قررت الصمود والكفاح من أجل إسترداد حقوقها كاملة، هذا الموضوع طٌرح للنقاش خلال المؤتمر الذي عقده التحرير لاونج بالتعاون مع الإتحاد النسائى المصرى يوم الخميس الموافق 29 ديسمبر 2011 تحت عنوان "النساء الإيرانيات وديكتاتورية الحكم الديني"، تحدثت فى هذا المؤتمر الدكتورة سوزان رخش عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة اسلو.

تحدثت رخش عن تاريخ نشأة الحركة النسائية الإيرانية، ودور النساء الإيرانيات فى الدفاع عن حقوق المرأة الإيرانية، ومنهن السيدة فاطمة أول سيدة تؤسس حركة نسائية، سردت رخش قصة حياة هذه السيدة قائلة " تزوجت فاطمة فى سن 14 من ابن عمها، ثم رحلت بعد ذلك إلى بغداد وإنضمت إلى حركة البابى، وظهرت فى المناقشات العامة بدون حجاب، ودافعت بقوة عن حرية المرأة الإيرانية، فكانت عضويتها فى هذه الحركة بمثابة بداية لتشكيل أول منظمة نسائية فى إيران"، وأضافت أنه تم عقد أول اجتماع للحركة فى منزل السيدة راشتى، وكان العديد من أعضاء الحركة يدعم فاطمة التى لقبت "بالطاهرة "، ولكن للأسف تم إعتقال فاطمة وإرسالها إلى المنفى.

أشارت رخش أن المرأة الإيرانية فى نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 نجحت فى دخول حقل البرلمان والدستور، وطالبت بحقها الإنتخابى، وحقها فى العمل بالبنك القومى، فهناك العديد من النساء الإيرانيات اللاتى شجعن تعليم المرأة، مما يؤكد أن التعليم مطلب أساسي للمرأة الإيرانية، تلك النماذج من النساء الإيرانيات تشبهن إلى حد كبير النموذج الرائد للمرأة المصرية هدى شعراوى، وأضافت قائلة " صدر بعد  ذلك قانون يعطى للمرأة الحق فى الإنتخاب، ولكن من ناحية أخرى كانت لاتزال المرأة تأخذ الأذن من زوجها للخروج للعامة مما أنعكس سلبياً على المجتمع".

استطردت حديثها قائلة " بدأ الشاه فى إجراء العديد من الإصلاحات، من بينها إعطاء المرأة الحق فى دخول حقل البرلمان، والحق فى التصويت، إلا أن سياسات الشاه فى دعم إسرائيل أدت إلى غضب المواطنين خاصة الجماعات الإسلامية، ولذلك خرج المواطنون للتظاهر ضد نظام حكمه، وشاركت النساء الإيرانيات فى هذه التظاهرات، وبالفعل غادر الشاه إيران 11 فبراير وهو نفس اليوم الذى تنحى فيه الرئيس السابق محمد حسنى مبارك عن منصبه، وأشارت إلى أن الخومينى جاء إلى إيران يوم20 فبراير معلناً تصريحات صادمة للشعب الإيرانى منها " إعطاء المرأة هذه الحقوق يدمر البلاد، فإيران دولة إسلامية ولذلك لا ينبغى على المرأة أن تظهر على العامة"، وهكذا فقدت المراة الإيرانية الكثير من حقوقها فى ظل حكم الخومينى ، مما أدى إلى تظاهر ما يقرب من 50000 مواطن احتجاجاً على سياسة الخومينى وتصريحاته الصادمة.

وأشارت إلى أن الخومينى بدأ يشن حملة إعتقالات لكل من يخالفه الرأى، ومُنعت الأحزاب السياسية من ممارسة أنشتطها، ليس ذلك فحسب وإنما كان يُعتقل أعضاء هذه الأحزاب وإعدامهم، ثم بدأت بعد ذلك الحرب بين العراق وإيران، ورفض الخومينى طلب الرئيس العراقى صدام حسين بوقف الحرب، وذكرت أن النظام الإسلامي: حدود وقصاص وتعذيب، حيث كان يتم تعذيب المواطنين للحصول على المعلومات، مما يخالف معايير حقوق الإنسان، وأدى إلى هروب الكثيرين من هذا النظام.

أضافت قائلة "فقدت النساء كل حقوقها اللاتى حصلن عليها ما عدا حق الإنتخاب، حيث فقدت المراة الحق فى الطلاق، والحق فى حضانة الأطفال، فبالرغم من مشاركة النساء فى الثورة، إلا أنهن لن ينجحن فى تحقيق أى شىء ماعدا جائزة نوبل، ولكننا لن نيأس، وسنكمل المسيرة وسنسترد حقوقنا كاملة، فإذا لم تبحث المرأة عن حقوقها فلن تحصل عليها، وسوف أركز الفترة القادمة على قضايا المرأة".

أعربت رخش عن قلقها من تكرار التجربة الإيرانية فى مصر، خاصة مع ازدياد نسبة السلفين.


No comments:

Post a Comment