Tahrir Lounge Calender جدول اعمال ملتقى ثوار التحرير

Saturday, December 17, 2011

الاتحاد النسائي المصري



 


يسعى الاتحاد النسائي المصري إلى الدفاع عن حقوق وقضايا المرأة، وتفعيل دورها فى المشاركة السياسية والمجتمعية، ومن هذا المنطلق استضاف التحرير لاونج يوم السبت الموافق 17 ديسمبر2011 الاجتماع التأسيسي للاتحاد النسائي المصري، تحدث فى هذا الاجتماع مجموعة من مؤسسي الاتحاد النسائي المصري وهم الأستاذ محمد متولى، والأستاذة سالى الحق،  والأستاذ عماد نصر ذكرى، والأستاذ هيرماس فوزى، والأستاذ عمر أحمد السكرتير العام للاتحاد النسائي المصري، دار حديثهم حول تاريخ نشأة الاتحاد وأهدافه وأنشطته، والدور الذى يسعى للقيام به فى المرحلة الحالية.

استهل الحديث الأستاذ محمد متولي قائلاً " إن هذا الاجتماع هو الأول للاتحاد النسائي المصري، ويسعدني أن أتحدث عنه، فهو اتحاد تحت التأسيس وليد فكرة الأستاذة نوال السعداوي الأم الروحية للاتحاد، فهذا هو الوقت المناسب للإعلان عن هذا الاتحاد للتعرف على أهدافه وأنشطته، والدور الذي يسعى للقيام به فى هذه المرحلة الهامة فى تاريخ مصر"، وأكد على ضرورة أن يتخذ الاتحاد شكلاً غير تقليدياً، وذلك بمشاركة عدد كبير من الرجال المؤمنين بقضية المرأة.

تلى ذلك كلمة للسيد عماد نصر تركزت حول نماذج المرأة المصرية قديماً وحديثاً، تحدث فى البداية عن مكانة المرأة فى العصر الفرعوني، وتقلدها لكل المناصب العليا بما فى ذلك منصب الملكة مثل الملكة حتشبسوت، فكان منهن الطبيبة والقاضية وآلهة للعدل مثل نعت، وأشار إلى ندرة تعدد الزوجات عند قدماء المصريين باستثناء طبقة الحكام، إلى جانب قيام المرأة بالزواج بدون ولى أمر، وأضاف قائلاً" كل ما سبق يعكس مدى تبجيل المرأة المصرية، والمكانة العظيمة التى احتلتها فى العصر الفرعوني والتي أشاد بها هيرودوت".

ألقى نصر الضوء فى حديثه على الرجال الذين كان لهم الفضل فى إعلاء شأن ومكانة المرأة المصرية، حيث أشار إلى دور رفاعة الطهطاوي الذى سافر إلى فرنسا وألف كتابه الشهير " تخليص الإبريز فى تلخيص باريز"، وبعد عودته إلى مصر تعهد لزوجته بعدم الزواج عليها، وهذا موقف عظيم فى وقت كان لايزال فيه سوقاً للجواري، والشيخ محمد عبده الرجل المستنير الذى كان ينظر إلى جوهر الإسلام  وليس قشوره، حيث شجع المرأة على الخروج للعمل، وأجاز اختلاطها مع الرجل، وهاجم تعدد الزوجات، ثم انتقل نصر بعد ذلك إلى الحديث عن دور مرقص فهمى، والذى يعد من أوائل الذين دعوا إلى حرية المرأة واختلاطها مع الرجل، لأن الانطواء والعزلة يؤثران تأثيراً سلبياً على كل من الرجل والمرأة، واختتم حديثه فى هذا الجزء بالحديث عن دور قاسم أمين فى تحرير المرأة.

 كان هؤلاء نماذج من الرجال الذين لعبوا دوراً كبيراً فى تحرير المرأة المصرية كما أشار إليهم نصر فى حديثه، فهناك أيضاً العديد من نماذج النساء اللاتي لعبن دوراً كبيراً فى إعلاء شأن المرأة فى العصر الحديث ومنهن السيدة ملك حفني ناصف، أول امرأة تدعو صراحة إلى تحرر المرأة وخروجها إلى حقل العمل، ولها العديد من الكتب مثل حقوق النساء، و زينب كامل حسن أول كيميائية مصرية، وهيلانة سيدا روس أول طبيبة مصرية، فكلتاهما سافرتا إلى أوروبا فى وقت لم يكن مألوفاً فيه أن تسافر امرأة بمفردها خارج مصر،  والسيدة لطفية النادي أول سيدة مصرية تقود طائرة، و أشاد بدور درية شفيق الحاصلة على درجة الدكتوراه من فرنسا، والتي طالبت بدخول المرأة المصرية حقل البرلمان، ونجحت بالفعل عام 1956 فى اكتساب حق المرأة  فى الترشح والانتخاب، ثم أشار إلى دور السيدة سهير القلماوي أول سيدة تتخرج من الجامعة المصرية، حيث تتلمذت على يد الأديب الكبير طه حسين، واختتم نصر كلمته بالحديث عن دور السيدة أروى صالح من رائدات الحركة الطلابية فى السبعينات.

 ألقت سالى الحق كلمة تركزت حول حياة هدى شعراوي، والدور العظيم الذى لعبته فى إعلاء مكانة وشأن المرأة المصرية، فهي أول امرأة دعت إلى تظاهرات نسائية عام 1919، ولم يتفاعل المجتمع معها، وفى عام 1923 بدأت تعلن عن الاتحاد النسائي المصري وخلعت النقاب لتحقيق المشاركة الفعالة، كما قامت برفع سن الزواج إلى 16 عام ، وأسست مستشفى ومشغل للنساء لمساعدة الفقراء، بالإضافة إلى دعمها للنشاط الفني وتأسيسها لمسرح للأعمال الفنية، هذه كانت رائدة الحركة النسائية الأولى فى مصر على حد تعبيرها، ثم تحدثت سالى بعد ذلك عن رائدة الحركة النسائية الثانية عام 1999 وهى الدكتورة نوال السعداوي ودورها فى إعادة إحياء الاتحاد النسائي المصري، والخطوات الفعلية التى اتخذتها فى هذا الإطار، ولكن للأسف لم يتحقق حلمها وسرعان ما تلاشى، وتم إغلاق هذا الاتحاد من قبل الأستاذ نور شريف وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والذى أعلن عن عدم قانونية هذا الاتحاد.

واستطردت حديثها قائلة " كان هناك رفضاً تاماً لتأسيس الاتحاد أثناء حكم الرئيس السابق، ولكن بعد الثورة عاد الأمل من جديد لتأسيس الاتحاد النسائي المصري، والذي يهدف إلى خلق مجال ثقافي وإبداعي وتعليمي وأن يكون له دور مؤثر فى المجتمع “، وأشارت إلى وجود أكثر من 20 منظمة نسائية، ولكن القليل منها مؤثر، ولا يتعدى نطاق تأثيره الطبقة المثقفة فى المجتمع، ثم اختتمت حديثها بطرح سؤال على السادة الحضور " هل نحن فى حاجة حقاً إلى الاتحاد النسائي المصري أم إننا نسعى لعمل شو؟ ".

تطرق بعد ذلك عمر أحمد للحديث عن لجان الاتحاد الأربعة ، تتمثل اللجنة الأولى في لجنة الإعلام والنشر وهى المسؤولة عن متابعة كل ما ينشر عن المرأة والرد عليه، بالإضافة إلى نشر الكتب التى تتناول حقوق المرأة، اللجنة الثانية هي لجنة التوعية والتنمية وتسعى أن يكون للمرأة حقوق وواجبات فى الدستور، بينما تتولى اللجنة الثالثة مسؤولية دعم المرأة اقتصادياً، وحث الشركات العالمية على إنشاء مشاريع تساعد  المرأة من الطبقة الفقيرة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تدريب لتوفير فرص عمل للنساء، أما اللجنة الرابعة فتهدف إلى تحقيق التعاون مع أي جماعة خاصة بحقوق المرأة ليس فقط فى مصر، وإنما أيضاً فى العالم العربي والعالم بأسره.

تحدث بعد ذلك هيرماس عن قضية التمييز بين الرجل والمرأة فى المجتمع المصري، والتي ظهرت جلياً فى رد الفعل العنيف من قبل الجهات الأمنية على مشاركة المرأة فى يوم المرأة العالمي، وأضاف إن للاتحاد دوراً تطوعياً ولن يقوم بدور الدولة، ولكن سيكون وسيلة ضغط على الدولة للقيام بدورها.

No comments:

Post a Comment