Tahrir Lounge Calender جدول اعمال ملتقى ثوار التحرير

Thursday, December 22, 2011

فن التعامل مع الآخر


فى ندوة بعنوان  " فن التعامل مع الآخر" إستضاف التحرير لاونج يوم الخميس الموافق 22 ديسمبر الأستاذ محمد طلبة أحد مؤسسى جروب سلفيو كوستا.
أشار طلبة  إلى فكرة تكوين الجروب الذى يقوم على تقبل الآخر، بغض النظر عن آرائة أو ديانته أو إنتماءاته السياسية، حيث لا يشترط أن يكون العضو سلفياً، بل على العكس يضم الجروب مجموعة من المسيحين والليبرالين.

أوضح  طلبة أن كلمة السلفية تعنى الأصول فى المناهج الأخرى، فهم الجماعة التى تنتمى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، مشيراً أنه ضد كلمة السلفية ولكنها فرضت عليهم من خلال وسائل الإعلام.

وأضاف قائلاً  " لم يأخذ الجروب شكلاً جاداً إلا بعد معركة نعم ولا الشهيرة، حيث بدأ الجروب نشاطه من خلال ثلاثة أعضاء فقط، ثم أخذ هذا العدد فى ازدياد حتى وصل إلى ما يقرب 15000 عضواً،  فقررنا أن نستعيد روح التحرير التى لا تميز أيديولوجية الإنسان، بمعنى أن نعيش فى جزيرة صغيرة يقيم فيها 300 مواطن بنفس روح التحرير، ولكن هذا لا يعنى عدم الإختلاف فنحن مختلفون "، مشيراً إلى قيامهم بوضع دستور سلفيو كوستا والذى يحدد كل القواعد الهامة التى تنظم العلاقة بين أعضاء الجروب.

إستطرد طلبة حديثه قائلاً" أكتشفنا بعد ذلك إننا صرنا حركة تضم أعضاء يختلفون ولا يتفقون، ولذلك نحاول تجنب القضايا الخلافية مثل العقيدة التى لا ترتبط بقضايا الصحة والتعليم والأمن، وقمنا بتطبيق مشاريع تنموية فى بعض المناطق الفقيرة ومنها عزبة الهجانة، علماً بأن هذه المشاريع تضم فريقاً للعمل من مختلف الأطياف والفئات".

 وذكر فى حديثه أن القوافل الطبية المجانية تعد من المشاريع المميزة لجروب سلفيو كوستا، فهذه القوافل تضم مجموعة من الأطباء الذين ينتمون إلى أيديولوجيات محتلفة، فمنهم المسيحى والسلفى والليبرالى وجميعهم يعملون فى فريق واحد لخدمة المرضى، ثم أشار إلى نجاحهم فى تنظيم حلقات نقاشية فى المناطق العشوائية ، بالإضافة إلى تنظيم حملة بعنوان " أنا متضامن مع الناس اللى شكلها غلط" محاولة منهم للقضاء على التمييز والطبقية، والتى تبدو بوضوح فى تعامل المواطنين بعضهم البعض، مؤكداً على ضرورة إلغاء الإنطباعات المسبقة عند التعامل مع الآخرين.
  
إنتقل بعد ذلك إلى الحديث عن مشكلة الحوار والإنصات التى يعانى منها الشعب المصرى، موضحاً الفرق بين السمع والإنصات، فالسمع هو إننا لا نستطيع التحكم فى الأصوات التى تحدث من حولنا مثل أصوات السيارات، أما الإنصات فيعنى أن أستمع إلى ما يقوله الآخر حتى أستنبط من حديثه رسالة ما، فمعظم حلقات النقاش التى تحدث فى ميدان التحرير يغلب عليها طابع السمع  وليس الإستماع.

وأشار طلبة إلى قضية الربح والخسارة فى المنقاشات، مؤكداً أن كل المنقاشات التى تدور بين المصريين مبنية على هدف الفوز على الآخر، فلو أستطعنا أن ننصت إلى حديث الآخر وأن ننزع من داخلنا فكرة المكسب والخسارة سوف نستطيع التحكم فى الحوار، ونصل به إلى حوار هادئ لا تغلب عليه شهوة الإنتصار، وهذا أمر ليس سهلاً ويحتاج إلى الممارسة.

 تحدث بعد ذلك عن الفرق بين الأعذار والإعتذار، فالفرق الجوهرى بين المفهومين هى كلمة الأعترف بالخطأ، فلو محونا فكرة الأعذار لإستطعنا التغلب على الكذب وإختلاق القصص للخروج من الموقف، فلابد من تنمية مهارات الإنصات لدينا، فلنحاول الإستماع إلى الآخر حتو لو أختلف معنا فى الرأى وننزع من داخلنا فكرة أن الآخر خائن وعميل، فلو إننا هاجمنا رمز الآخر فسوف يكرس حياته لمحاربتنا، فيجب علينا ألا ننسى القضية والرسالة الرئيسية، و ألا نركز على  شخصنة القضية مع الآخر فتضيع الرسالة فى النهاية.

سرد طلبة أحداث تجربة حلقة نقاشية عاشها فى كوستا، ضمت الحلقة مجموعة من الأشخاص الذين ينتمون إلى أيديولوجيات مختلفة ، فكان هناك إثنين من ضباط الشرطة، وآخر ينتمى إلى جماعة الأخوان المسلمين، وإثنين من السلفين وآخر مسيحى، وأحد الليبراليين، وواحد ممن ينتمون إلى النظام السابق، إجتمعوا جميعاً فى جلسة نقاشية واحدة، فى البداية بدأ كل منهم فى مهاجمة الآخر، ثم بعد ذلك قررنا أن ننظم الحوار بتخصيص ثلاثة دقائق لكل شخص للتعبيرعن وجهة نظره، فبالرغم من الإختلاف فى وجهات النظر إلا أنها كانت حلقة أكثر من رائعة،أكتشفنا من خلالها قيمة الوقت وتكافؤ الفرص وإحترام القانون والمساوة، فكان الهدف من هذه الحلقة هى محاولة فهم الآخر، وإلتماس العذر له وإحترامه، وليس من المفترض أن نخرج من هذه الحلقة متحابين.

أكد أن حركة سلفيو كوستا تعد الحركة الوحيدة التى أنشأت جسوراً للتواصل ودعم الحوار دون أن يحدث أى نوع من الإجبار أو فرض الرأى أو الإقصاء، مشيراً إلى الدعم التقنى الخارجى الذى تتلقاه الحركة من خلال مشروع حوارت الدوحة لتنمية ثقافة الحوار.
 
كما أكد على عزمهم بعدم المشاركة فى اللعبة السياسية الإنتخابية، فمن أولويات الحركة التركيز على القضايا التى تؤثر علينا جميعاً منها المحاكمات العسكرية.

No comments:

Post a Comment