Tahrir Lounge Calender جدول اعمال ملتقى ثوار التحرير

Thursday, December 15, 2011

تجربة ليبريا والتحول الديموقراطي




إن تجربة ليبريا الديموقراطية تجربة فريدة من نوعها، فلنا أن نتخيل أن دولة من أفقر دول العالم خطت خطوات واسعة نحو مسيرة الديموقراطية، إنها حقاً تجربة تستحق أن نلقى الضوء عليها لمعرفة الدروس المستفادة منها، ولذا استضاف التحرير لاونج يوم الخميس الموافق 15 ديسمبر 2011 الأستاذ أحمد عبد الفتاح المصور بالمصري اليوم فى ندوة بعنوان "تجربة ليبريا والتحول الديموقراطي".

فى البداية عٌرض فيلم " يوميات مونروفيا ماسبيرو" تصوير وإخراج أحمد عبد الفتاح، قدم المخرج من خلال الفيلم مزجاً بين تجربة ليبريا الديموقراطية والأحداث المؤسفة التى وقعت فى ماسبيرو، وراح ضحيتها عشرات الشهداء المصريين، وصف عبد الفتاح يوم 9 أكتوبر بأنه من أصعب الأيام التى عاشها فى ليبريا، حيث تمنى أن يكون فى قلب الأحداث فى ماسبيرو لمعرفة حقيقة ما يحدث، ثم سرد قصة سفره إلى ليبريا ورغبته فى نقل التجربة التى عاشها هناك إلى مصر.

أعرب عبد الفتاح عن انبهاره الشديد ودهشته من المكانة الراقية والعظيمة التى تحتلها المرأة فى ليبريا، والدليل على ذلك أن أول رئيس لجمهورية ليبريا بعد الحرب الأهلية هي امرأة تدعى إلين جونسون سيرليف، فمن أسباب انتخاب هذه السيدة نجاحها فى تحقيق بعض الإنجازات على أرض الواقع فى ليبريا، ومنها إنشاء الطرق والبنية التحتية، بالإضافة إلى تقديمها العديد من المساعدات لليبيريا، والمساهمة فى دفع البلاد إلى الأمام والنهوض بها، حتى إنها بعد توليها لمنصب رئيس الجمهورية أقامت فى منزلها، وهو عبارة عن فيلا صغيرة تربى فيها بعض الدجاج بدلاً من القصر الجمهوري الذى تم حرقه أثناء الحرب الأهلية، وصفها عبد الفتاح  بأنها شخصية عظيمة تتسم بالبساطة فى تعاملها مع الآخرين، فقد حققت لوطنها معجزة على حد تعبيره.

 استطرد عبد الفتاح حديثه قائلاً " كان للمرأة دوراً كبير فى وقف الحرب الأهلية، فالنساء فى ليبريا كن يذهبن الساعة الخامسة صباحاً لممارسة التمرينات الرياضية، ثم يرسمن بأجسادهن شكل الصليب وفى المنتصف علم ليبريا، ويقمن بأداء صلاة للسلام من أجل العالم، فهن حماة السلام وداعمات الديموقراطية فى ليبريا "، هذا هو وضع المرأة فى ليبريا أما بالنسبة لوضع المرأة المصرية فالأمر يختلف بعض الشيء، فهو وضع مأسوي على حد وصفه، فالمرأة المصرية تنتظر من ينتزع لها حقوقها، أي أنها لا تأخذ هذه المبادرة بنفسها، ولذا لابد أن تبدأ فى التحرك والعمل، وأن تمعن النظر فى تجربة المرأة فى ليبريا وتحاول أن تحذو حذوها.

 أشار عبد الفتاح إلى فكرة حرية العقيدة فى ليبريا، فكل فرد مطلق الحرية فى اختيار عقيدته، حيث يوجد فى ليبريا أكبر محفل بهائي وأكبر معبد ماسوني، فمن الممكن أن يقيم فى منزل واحد أفراد ينتمون إلى ديانات مختلفة.

 ثم أشار إلى الوضع الاقتصادي فى ليبريا قائلاً " إن متوسط دخل الفرد فى ليبريا يتراوح ما بين 250 إلى 500 دولار أي ما يعادل 3000 جنيه مصري، فهي ثالث أفقر دولة فى العالم، حيث تعتمد فى اقتصادها على صناعة المطاط، فهي دولة محرومة من الموارد الطبيعية".

 ألقى عبد الفتاح الضوء على الظروف المناخية فى ليبريا، فهي دولة يستمر تساقط الأمطار فيها إلى ما يقرب من 24 ساعة، ومع ذلك فالشعب الليبيري يسعى إلى العمل ولا ينقطع عنه.

أما بالنسبة لمستوى التعليم فى ليبريا فقد وصفه عبدالفتاح بأنه متدنى وسيء للغاية، فاليونسكو هو الذى يقوم بهذا الدور، حيث تتولى الأمم المتحدة مسؤولية العديد من الخدمات فى ليبريا ومنها التعليم، وأضاف قائلاً " أن نسبة الأمية فى ليبريا تصل إلى 52 %،  وبالرغم من ذلك أقاموا انتخابات رئاسية، بالإضافة إلى المجلسين التشريعيين وبنسبة مشاركة بلغت أكثر من 85 % ، فهي نسبة مذهلة بالنسبة لبلد ليس بها طرق، مشيراً إلى قناعة الشعب الليبيري بأهمية الانتخابات، فالنسبة إليهم الانتخابات هي الحل لأى مشكلة، أي أن الشعب الليبيري اختلف حول الدين ولكنه أتفق على أهمية الانتخابات.

 أعرب عبد الفتاح عن دهشته من قيام دولة من أفقر دول العالم بتحقيق تجربة ديموقراطية، فى حين أن مصر التى تعد من أقدم دول العالم وتمتد حضارتها إلى أكثر من 7000سنة لم تستطع التحول إلى مرحلة الديموقراطية حتى الآن، كما أكد فى حديثه على مشاعر الحب والاحترام التى يكنها الشعب الليبيري للشعب المصري ورغبته فى زيادة سبل وقنوات التواصل بين البلدين.

اختتمت الندوة بافتتاح معرض للصور لأحمد عبد الفتاح يتناول ملامح من حياة الأفراد فى ليبريا.

No comments:

Post a Comment