Tahrir Lounge Calender جدول اعمال ملتقى ثوار التحرير

Sunday, March 27, 2011

عرض فيلم أرض الغرباء



الهجرة غير الشرعية قضية طُرحت كثيراً للنقاش ولكن دون جدوى، فالآلآف من شبابنا فى عمر الزهور يغرقون فى البحار سعياً وراء المال والحرية، ولم يدرك هؤلاء الشباب أن الكثير من المشاكل فى إنتظارهم هناك ، هذا هو موضوع الفيلم الذى عُرض بالتحرير لاونج يوم الثلاثاء الموافق 27 مارس بعنوان" أرض الغرباء" إخراج وإنتاج وتصويرالأستاذ شعبان السيد، أراد المخرج من خلال هذا الفيلم التسجيلى الذى تسغرق مدة عرضه 42 دقيقة أن يقدم لنا صورة حقيقية عن معاناة هؤلاء الشباب، بعيداً عن الدراما ووسائل الإعلام التى صدرت للشباب صورة مغايرة تماماً للواقع وهى أن الأموال والحرية فى إنتظارهم بأوروبا.

قدم الفيلم جوانب كثيرة من حياة هؤلاء الشباب فى فرنسا، من خلال إجراء مقابلات مع بعضهم تسرد لنا قصة معاناتهم خلال هذه الرحلة الشاقة، بدءً من جمع الأموال اللازمة للسفر بشتى الطرق حتى بلغ الأمر أن بعضهم جمع حوالى 100.000 جنيه فأكثر لتحقيق حلم السفر، مما أدى إلى وقوعهم فى مشكلة الديون، حيث إعتقد هؤلاء الشباب أنهم سيحصلون على ضعف هذه المبالغ بمجرد سفرهم إلى فرنسا.

 تأتى بعد ذلك مشكلة السفر عبر البحار، حيث يسافر الشباب عن طريق قارب مطاط يستقله 74 شخصاً تقريباً يتعرضون للموت فى كل لحظة، خاصة بعد نفاذ كمية الماء والطعام والوقود لديهم، وإذا نجوا بأرواحهم من هذه الرحلة التى يخيم  عليها شبح الموت فى كل لحظة، واعتقدوا أن الأمور ستسير على ما يرام بعد وصولهم إلى فرنسا، فإنهم يصطدمون بالواقع الأيم الذى ينتظرهم ،والملىء بالعديد من المشاكل منها البطالة، والمسكن، والمأكل، واللغ،ة فهناك بعض المواطنين المصريين يقيمون فى فرنسا لمدة تزيد عن 20 عاماً و لا يتحدثوا الفرنسية، فضلاً عن مشكلة التكيف مع هذا الواقع الجديد، خاصة مع عدم مساندة المصريين لهم فى الخارج فالجميع يبحث عن مصلحتة الشخصية
وقد تخلل الفيلم بعض الحوارات التى أجراها المخرج مع بعض المسئولين المصريين بفرنسا، وهى حوار مع الدكتور محمود إسماعيل مدير المركز الثقافى بفرنسا، أشار فى هذا الحوار إلى أن المصريين المتواجدين بفرنسا يمكن تصنيفهم إلى ثلاثة فئات:
1- فئة سافرت إلى فرنسا بعد ثورة الضباط الأحرار، وهم نخبة مثقفة وينتمون إلى عائلات ثرية أقاموا بفرنسا، وأصبحوا فرنسيين وشغلوا مناصب هامة، وهذه الفئة لا تتعدى نسبة 10- 15% من إجمالى نسبة المصريين المتواجدين بفرنسا.
2- فئة سافرت إلى فرنسا فى السبعينيات وتزوجوا من فرنسيات من أصول عربية، وأصبحوا رجال أعمال وهؤلاء بلغت نسبتهم 40%.
3- تتمثل الفئة الأخيرة فى المهاجرين غير الشرعيين، الذين هاجروا إلى فرنسا فى الثمانينيات والتسعينيات ويعملون لدى الفئة السابقة، بعضهم استقروا وأصبحوا رجال أعمال، تبلغ نسبة هذه الفئة 50 %.

وأشار فى حديثه إلى أن أغلب المصريين المتواجدين فى فرنسا يعملون فى مجال الدهانات وأسواق الخضار والفاكهة.

أجرى المخرج حواراً أخر مع الدكتور ناصر كامل سفير مصر بفرنسا، أشار فيه إلى أن مصر دولة تجد صعوبة فى توفير المسكن داخل مصر وتسائل "هل يمكن أن تخرج مصر بإمكانيتها إلى فرنسا لتوفير المسكن؟".

وهكذا يتضح لنا أن الحلم الذى رواد هؤلاء الشباب ومازال يراود أخرين غيرهم لم يسافروا بعد  فما هو إلا سراب وليس له أساس فى الواقع.

.