الهجرة غير شرعية قضية طرحت كثيراً للنقاش ولكن دون جدوى فالآلآف من شبابنا فى عمر الزهور يغرقون فى البحار سعياً وراء المال والحرية، ولكن لم يدرى هؤلاء الشباب أن الكثير من المشاكل فى إنتظارهم هناك، كان هذا هو موضوع الفيلم الذى عرض بالتحرير لاونج يوم الثلاثاء الموافق 27 مارس بعنوان" أرض الغرباء" إخراج وإنتاج وتصويرالأستاذ شعبان السيد، أراد المخرج من خلال هذا الفيلم التسجيلى الذى تسغرق مدة عرضه 42 دقيقة أن يقدم لنا صورة حقيقية عن معاناة هؤلاء الشباب بعيداً عن الدراما ووسائل الإعلام التى صدرت للشباب أن الأموال والحرية فى إنتظارهم بأوروبا، ولكن للأسف هذه الصورة مغايرة تماماً للواقع.
قدم الفيلم جوانب كثيرة من حياة هؤلاء الشباب فى فرنسا من خلال إجراء مقابلات مع بعضهم ليسردوا لنا قصة معاناتهم ، أشاروا فى حديثهم إلى المشاكل التى واجهتهم أثناء هذه الرحلة الشاقة بدءً من جمع الأموال اللازمة للسفر ووقوعهم فى مشكلة الديون وذلك لإعتقادهم أنهم سيجنون ضعف هذه المبالغ بعد سفرهم إلى فرنسا، ثم تأتى بعد ذلك مشكلة السفر حيث يسافر الشباب عن طريق قارب مطاط يستقله تقريباً 74 شخصاً يتعرضون للموت فى كل لحظة خاصة بعد نفاذ كمية الماء والطعام والوقود لديهم، وإذا نجوا بأرواحهم من هذه الرحلة التى يراودهم فيها شبح الموت كل لحظة، يلتقطوا أنفاسهم ويعتقدوا أن الأمور ستسير على ما يرام بعد وصولهم إلى فرنسا، ولكنهم يصطدموا بالعديد من المشاكل الأخرى منها مشكلة البطالة والمسكن والمأكل واللغة حيث نجد أن هناك بعض المواطنين المصريين يقيمون فى فرنسا لمدة تزيد عن 20 عاماً و لا يتحدثوا الفرنسية، فضلاً عن مشكلة التكيف مع هذا الواقع الجديد خاصة مع عدم مساندة المصريين لهم فى الخارج فالجميع يبحث عن مصلحتة الشخصية.
أجرى المخرج حواراً مع الدكتور محمود إسماعيل مدير المركز الثقافى بفرنسا أشار فى هذا الحوار إلى أن المصريين المتواجدين بفرنسا ثلاثة فئات:
1- فئة سافرت إلى فرنسا بعد ثورة الضباط الأحرار وهم نخبة مثقفة وينتمون إلى عائلات ثرية أقاموا بفرنسا وأصبحوا فرنسيين وشغلوا مناصب هامة، وهذه الفئة لا تتعدى نسبة 10- 15% من إجمالى نسبة المصريين المتواجدين بفرنسا.
2- فئة سافرت إلى فرنسا فى السبعينيات وتزوجوا من فرنسيات من أصول عربية، وأصبحوا رجال أعمال وهؤلاء بلغت نسبتهم 40%.
3- تتمثل الفئة الأخيرة فى المهاجرين غير الشرعيين الذين هاجروا إلى فرنسا فى الثمانينيات والتسعينيات ويعملون لدى الفئة السابقة، بعضهم استقروا وأصبحوا رجال أعمال، بلغت نسبة هذه الفئة 50 %.
و أشار إلى أن أغلب المصريين المتواجدين فى فرنسا يعملون فى مجال الدهانات وأسواق الخضار والفاكهة.
أجرى المخرج حواراً مع الدكتور ناصر كامل سفير مصر بفرنسا أشار فيه إلى أن مصر دولة تجد صعوبة فى توفير المسكن داخل مصر وتسائل "هل يمكن أن تخرج مصر بإمكانيتها إلى فرنسا لتوفير المسكن؟".
