خريطة امسك متحرش

 

            لاحظنا فى الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة التحرش الجنسي فى المجتمع المصري، وهى ظاهرة جديدة لم يشهدها الشارع المصري من ذي قبل، ومن هذا المنطلق عقد "التحرير لاونج" بالتعاون مع مبادرة "خريطة امسك متحرش" يوم الأربعاء الموافق 2 نوفمبر 2011 ندوة عن التحرش الجنسي، تحدث فى هذه الندوة كل من الأستاذة هبة حبيب، والأستاذة داليا حسن، والأستاذة انجى غزلان، مجموعة من المتطوعات اللاتي قررن أن يلعبن دوراً إيجابياً وفعالاً لمحاربة هذه الظاهرة اللاأخلاقية، فشاركن فى تأسيس مبادرة "خريطة التحرش الجنسي" فى 16 ديسمبر2010 والتي تم تغيير اسمها إلى خريطة امسك متحرش “عام 2011.

    

            ناقشت المتحدثات فكرة تأسيس المبادرة والتي تضم أكثر من 500 متطوع، يسعون إلى تشجيع المجتمع والمتضررين والمتضررات على الإبلاغ عن حالات التحرش، وذلك من خلال التواصل وجهاً لوجه، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، لمساعدة ضحايا التحرش فى الوصول إلى المساعدة القانونية والنفسية.

             أضافت المتحدثات أن الخريطة تعمل على مستويين: المستوى الأول (أونلين) من خلال إتاحة الفرصة لضحايا التحرش الجنسي لإرسال رسائل قصيرة على رقم 6069، أو البريد الإليكتروني harassmap.org أو الفيسبوك ليوضحوا ماذا حدث وأين حدث، مع التأكيد على الحفاظ على سرية هوية المرسل أو المرسلة، ويتم الرد عليهم بتعليمات حول كيفية حصولهم على خدمات المنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى المساعدة القانونية والنفسية ومحاضرات الدفاع عن النفس.

     

 أما المستوى الثاني (أوف لاين) ويتمثل فى التوعية المجتمعية، حيث يخرج المتطوعون إلى الشارع مرة واحدة فى الشهر، لكي يقوموا بتوعية المواطنين من أصحاب المحلات التجارية ورجال الشرطة وحراس العقارات وغيرهم من المواطنين، من خلال إرسال رسائل تحث المواطنين على عدم مسامحة المتحرشين أو التغاضي عن التحرش الجنسي، ثم بعد ذلك يتم استخدام خريطة امسك متحرش لتحديد أكثر الأماكن التى يحدث فيها تحرش بمصر.

       

               تسعى المبادرة إلى زيادة نشاطها بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، وأن تتوسع فى الحملة الإعلانية لتصل إلى كافة أنحاء الجمهورية، باعتبارها مبادرة جديدة تحتاج إلى مزيد من الدعم والتعاون من كافة المؤسسات والهيئات المجتمعية المختلفة، للنهوض بمجتمعنا وعودة القيم والأخلاقيات التى غابت عن الشارع المصري فى الآونة الأخيرة.

       

فُتح المجال للتفاعل والمناقشة وطرح الأسئلة بين السادة الحضور، حيث تحدث البعض عن الأسباب التى أدت إلى ظاهرة التحرش الجنسي، وقدموا بعض المقترحات لحل هذه المشكلة، بينما تحدث البعض الأخر عن تجاربه الخاصة بحوادث التحرش الجنسي ، وأكد الجميع على ضرورة عدم الاعتماد على  القانون فقط لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي، وأهمية  التعاون بين كافة فئات المجتمع للقضاء على هذه الظاهرة، ومواجهة المتحرش بكل شجاعة وبدون خوف، كما أكدوا على أهمية فتح الحوا رمع المواطنين لتعريفهم بخطورة المشكلة، وتشجيعهم على المساهمة فى حلها، واختتمت الندوة بعرض كوميدي قدمه مروان إمام.